في حياتنا اليومية ومن ضمن الأجهزة الكهربائية التي نستعملها بشكل مستمر في البيت هناك أجهزة صغيرة تستهلك قدراً كبيراً لا نتصوره من الطاقة الكهربائية. ويصعب تخيل انها من أسباب استنزاف الطاقة مثل إطارات الصور الكهربائية .
ويقول معهد أبحاث الطاقة الكهربائية الامريكية المتخصص في مجال التنمية والأبحاث الكهربائية إننا لو تصورنا أن كل عائلة أميركية لديها واحد من تلك الاطارات وتركته مفتوحاً على مدار الساعة فإن الأمر سيتطلب تشغيل خمس محطات لتوليد الكهرباء لتغذيتها معاً .
أما بالنسبة للأجهزة المنزلية الكبيرة، مثل الثلاجات ومجففات الملابس، طالما اعتبرت مثالاً نموذجياً على الأجهزة المستنزفة للطاقة، ولكن الأجهزة الكبيرة الإستهلاك لا يشترط فيها أن تكون كبيرة الحجم.
فالأجهزة الصغيرة تمتص باجتماعها معاً كمية كبيرة جداً من الطاقة من شبكة الكهرباء، ومع تزايد إنتشار تلك الأجهزة يتزايد استهلاكها بشكل مطرد هو الآخر.
تشمل الأدوات الصغيرة الأخرى المستنزفة للطاقة: شاحنات الهواتف النقالة ومحولات التيار للحواسيب المحمولة، التي تبقى موصلة على الدوام بالقابس الكهربائي. فتلك الشاحنات تستمر بسحب الطاقة حتى عند فصلها عن الأجهزة التي تشحنها. وتلقب هذه الأجهزة "الشغّالة على الدوام"، مثل الطابعات أو مكبرات الصوت وغيرها، بـ "مصاصة دماء الطاقة" لأنها تواصل امتصاص الطاقة حتى عندما تكون مطفأة او في حالة انتظار.
لكن الأسوأ لم يأت بعد، اذ ان أعداد الأجهزة "الشغالة على الدوام" مستمرة في التزايد. فالبيت الذي كان يحوي على ثلاثة أجهزة قبل 30 عام يمتلك الآن أكثر من ثلاثين نوع من الأجهزة اليوم .
هذا الواقع يجعل من مكافحة "مصاصات دماء الطاقة" مسألة جديرة بالاهتمام على المدى البعيد، فبينما تستهلك الثلاجة في العادة حوالي 8 بالمئة من الاستهلاك المنزلي السنوي للطاقة، تستهلك تلك الأجهزة الصغيرة مجتمعة حوالي 4 بالمئة.
أما أفضل الطرق تقدم عليها العائلة لكبح جماح جميع تلك الأجهزة المستنزفة للطاقة هو إطفاء الأدوات وفصلها عن الكهرباء عندما لا تكون قيد الإستعمال.
وإذا لم يكن فصلها عن القابس أمراً عملياً أو ملائماً قد يترتب علينا استعمال قاطع دورة ذكي يتحكم في وقف تدفق الكهرباء الى أي جهاز عندما يكون موضوعاً بحالة السبات أو الإنتظار. على سبيل المثال هناك قاطعات دورة ذكية تسمح لك بتنظيم الجهاز الرئيس، مثل الكمبيوتر، بحيث تنطفئ جميع الأجهزة الفرعية الأخرى الداعمة له كالطابعة والسماعات عندما تقوم باطفائه.
نحن لا نكترث عادة بإعادة تغيير التنظيمات الأفتراضية لأجهزتنا، ولكننا في الحقيقة قادرون على توفير مقدار لا يستهان به من الطاقة في هذا المجال أيضا. مثلا، نحن نستطيع يدويا أن نعيد تنظيم شدة سطوع شاشة التلفزيون والحدة الافتراضية لصورته.
اطلاعنا على حقيقة الطاقة التي نهدرها بإبقائنا أجهزتنا مشتغلة طول الوقت ينبغي ان تدفعنا ايضا لتغيير عاداتنا. ويوصي كايل تانجر، وهو المدير التنفيذي لإحدى المؤسسات البيئية الإستشارية، باستعمال جهاز مراقبة على غرار الجهاز المعروف باسم "تقليص الواط" وهو جهاز يقيس كفاءة استهلاك الأجهزة المنزلية للطاقة، وهو يعطي المستهلك إحساساً افضل بتكاليف ما يستهلكه من الكهرباء.
الأجهزة الأكثر استهلاكا للطاقة
تلفزيون البلازما: هذا الجهاز هو آخر الصيحات في هذه الأيام، ولكنه رغم شعبيته الآخذة في التوسع يستهلك كمية كبيرة من الكهرباء، ويطلق حرارة عالية أثناء الإشتغال. فالتلفزيون الذي بحجم 27 بوصة يستهلك ما بين 110 الى 120 واطاً والتلفزيون ال سي دي بحجم 42 بوصة يستهلك حوالي 200 واط، بينما أجهزة تلفزيون البلازما فإنها، وبكل سهولة، قادرة على التهام المقدار الأكبر: فتلفزيون البلازما بحجم 42 بوصة يستهلك 325 واطاً.
اطارات عرض الصور الرقمية: رغم انها كانت إلى وقت قريب من الأجهزة الجديدة الغالية الثمن فهي تتحول بسرعة إلى أجهزة متاحة للجميع بشكل اوسع بفضل انخفاض سعرها الى ما بين 20 و30 دولاراً. ولو كان كل منزل يمتلك واحدا من تلك الاطارات، وتركه مفتوحاً على مدار الساعة، فإن هذه الأجهزة لوحدها مجتمعة ستحتاج الى جهد خمس محطات طاقة، كما يقدر معهد أبحاث الطاقة الكهربائية.
لوحات مفاتيح العاب الفيديو: تشغيل الرسومات البيانية عالية المستوى، التي تنشئ هذه الالعاب الخلابة بصريا، على تلك الأجهزة تتطلب ايضا الكثير من الطاقة. وإذا ما كانت معايير كفاءة الطاقة ضعيفة في لوحات مفاتيح تلك الأجهزة، مثل اكس بوكس 360 وبلاي ستيشن 3 فإن ذلك سيضر بنا من هذا الجانب أيضاً.
فمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية الاميركي يتوقع ان لوحات المفاتيح في اميركا مجتمعة تستهلك حوالي 16 مليار كيلو واط في الساعة سنويا، أي ما يعادل كمية الطاقة التي تستهلكها مدينة سان دييغو.
أجهزة استقبال الاشارة التلفزيونية "الريسيفر": تبدو هذه الأجهزة أقل استنزافا للطاقة: اذ انها تسحب عادة حوالي 30 واطاً من الكهرباء. لكن نظرا لأن هذه الأجهزة تترك مشتغلة بشكل دائم يصل استهلاك الواحد منها على مدار العام إلى حوالي 256 كيلو واطاً في الساعة، أي ما يعادل الاستهلاك السنوي لتلفزيون سي أر تي 28 بوصة.
شاحنات البطاريات: الشاحنات الفردية الخاصة بالأجهزة النقالة، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة بي دي أي، تعتبر واطئة الإستهلاك للطاقة حيث أنها تستهلك ما معدله 7 الى 10 واطات. ولكن اذا ما تركت متصلة بمخارج الكهرباء فإنها سوف تستمر بسحب الطاقة حتى عندما لا تكون تلك الأجهزة موصولة بها.
الأبحاث عن مجلة فوربس